تحسين الفعالية والانتاجية : ضرورة وفرصة
الفعاليةمفهوم قديم، اذ يتحدد في كل المجتمعات بتعبئة وسائل جديدة لتحقيق نتائجافضل بمجهودات اقل، واستعمال مختلف الموارد بطريقة مثمرة. ويجب الاشارةالى ان الاساسي من التقدم التكنلوجي الذي حققته الثورة الصناعية علىامتداد القرن الماضي، قد تم توجيهه نحو الرفع من انتاجية العمل حتى وانكان ذلك مقابل استعمال مفرط للموارد الطبيعية. والواقع ان الاستعمالالناجع لهذه الموارد يعتبر انشغالا حديثا، ساهم في تسريع التقدمالتكنولوجي في هذا الاتجاه. ومازال التقدم في هذا الميدان يتواصل ليس فقطمن خلال ابتكار تكنلوجيات جديدة، ولكن ايضا عبر تحكم احسن في الاختياراتوفي المزج بين التكنولوجيات المتوفرة.
انالاستعمال الناجع، والمنتج والاقل تكلفة للموارد، يحقق تقدما لافتا للنظر،على غرار ما نلاحظه مثلا في ميادين الاعلاميات الدقيقة والصناعةالالكترونية، حيث اصبح كل شيء اصغر واصغر حجما، واسرع، و احسن واقل ثمنا.
انالممارسات التقليدية كثيرا ما تقود الى المأزق، والتخلي عنها يتطلباجراءات تحفيزية جديدة لضمان تحسن مسترسل للانتاجية. وحتى باقامة اجراءاتتحفيزية ملائمة، لن يتم الحصول بسهولة على الاستعمال الناجع والمثمرللموارد، لان ذلك يتطلب وضع نمط جديد من التفكير. ذلك ان انجاز الاكثربالاقل، لا يعني بتاتا الاكتفاء بالاقل او الانجاز بدون وشائل. كما لاتعني الفعالية التقنين او الحرمان. وعليه، فهي تقتضي مقاربات مندمجةلتحسين الاداء، وليس مقاربات قطعية واختزالية. ان الامر يتعلق هنا باكثرمن اختيار، انه ضرورة. لقد اصبح الفاعلون مطالبون بالتقارب فيما بينهملوضع معالم تحالفات وخلق تآزرات جديدة من اجل رفع تحديات عالم تخترقهتحولات عميقة. فعلى الدول العربية ان تُعدّ لاختيارتها ومسارها وتنظيماتهاالوسائل التي تمكنها من التأقلم مع التطور الراهن ومن دفعه في الاتجاهاتالمرغوب فيها.
طبعا لابد من تجاوز العديد من العقبات، التي يمكن ان نذكر منها :
-العامل البشري، الذي يكتسي اهمية فيما يخص الحاجة الى تكسير الجمود وتغييرالممارسات. وبهذا الخصوص، تشكل التربية واشراك السكان، خاصة بواسطةالتشاور، شرطا ضروريا لتأقلم العامل البشري، ونضجه وقدرته على الابتكار.ومن المعلوم ان انتشار الامية في العالم القروي يعتبر السبب الرئيسي الذييكبح الانتاجية في القطاع الفلاحي.
-الادوات الاقتصادية، سواء تعلق الامر بالنظام الضريبي، او بالاثمانوالتحفيزات التي يتعين ان تدمج المحافضة على الموارد المتناقصة الخاضعةلاستغلال مفرط او تلك المهددة بالاستنزاف.
-ادوات الضبط، التي تقادم بعضها، وما زال يبقي على ممارسات غير ناجعة. انمحدودية بعض الموارد تفرض ان تؤطر حقوق الاستعمال التي تحكمها بمبادئالانصاف والتضامن والمشاركة.
وحيثان "كل ما هو موجود ممكن"، فان من باب الضرورة على الاقطار العربيةالانخراط بعزيمة في درب التقدم، من اجل تحسين الانتاجية والرفع من فاعليةاستعمال الموارد. فثمة امكانيات هائلة متوفرة في هذا الميدان ويتعين علينااستغلالها، اذ الامر يتعلق هنا بضرورة وبفرصة مواتية في ذات الوقت. ومعنىهذا بالنسبة لنا هو المزيد من الانتاج، والمزيد من فرص الشغل، والمزيد منالمداخيل.
الجمعة يناير 22, 2016 7:18 pm من طرف einstein2
» الدفن عند البوذيين
الأحد يناير 10, 2016 4:43 pm من طرف einstein2
» دائرة دون مسلخ
السبت يناير 09, 2016 8:35 pm من طرف einstein2
» هل تعرفون كيف مات الشيخ محمد الغزالي ؟
الجمعة ديسمبر 11, 2015 7:16 pm من طرف einstein2
» فضل سورة البقرة
الإثنين ديسمبر 07, 2015 5:40 pm من طرف einstein2
» الجزائر 7 - 0 تنزانيا
الخميس ديسمبر 03, 2015 5:21 pm من طرف einstein2
» راس الوادي ماضيا وحاضرا
الثلاثاء ديسمبر 01, 2015 3:14 pm من طرف einstein2
» اين رواد الموقع
الأحد نوفمبر 29, 2015 8:31 pm من طرف einstein2
» internet download manager
الخميس نوفمبر 26, 2015 4:39 pm من طرف einstein2