يتحدثأهل كار التجارة هذه الأيام عن خواء الأسواق من الزبائن، ولايخفون صدمتهممن بطلان مفاعيل «حمى العيد» التقليدية، بما أنهم اعتادوا أن يكونوا أكثرمن « يعيِّد» في بلدنا.
خواء الأسواق أو قلِّة الزبائن مؤشِّر، بعضهميراه بالاتجاه النازل ويلونه باللون الأحمر، وبعضهم يقرأ فيه ملامح صعودويلونه باللون الأخضر، من جانب اعتبارات غاية في الأهمية، ونحن من هؤلاءأي من الشريحة التي ترى في هكذا مؤشر نفحة إيجابية، وقد يوافقنا كثيرونالرأي في ذلك، لأن ما بين أيدينا معطيات مخالفة لسيرورة ونتائج ثقافةاستهلاك سلبية نأمل أن تكون قد تغيّرت أياً كانت الأسباب.
فأن تكونأسواق العيد وخصوصاً، سوق الملابس والإكسسوارات والزينة متساوية فيانتعاشها أو ركودها مع أسواق باقي أيام السنة، هذا يعني أن ثمّة متغيّراًجديداً في ثقافة المستهلك، وأن ثمّة فرصاً فائتة على تاجر لصالح مستهلك،اعتاد أن يحرق جيوبه ويرمي بما فيها في خزنة تاجر اعتبر نفسه أمام فرصةلاتتكرر إلا مرّة أو مرتين في السنة، فلا يساوم ولايبتسم في وجه زبون،ولايخفض سعر مايبيع ولو ليرة واحدة، والى آخر سلسلة تجليات حالة إذعانعلنيّة، بمناسبة العيد طرفاها زبون محتفٍ بالعيد وتاجر متصيّد للفرحة.
قدتكون التفسيرات التي يطلقها البعض وخصوصاً التجّار، لحالة الإحجام عنالتسوق بمناسبة العيد مقنعة نظرياً، وتتعلق بعدم توفر الكفاية من السيولةاللازمة للتسوق في أيدي الزبائن المفترضين، لكن الوقائع العملية تقول غيرذلك، لأن في الموضوع حالة وعي تشكّلت بسبب الضائقة المالية، أي أحجمالمستهلك ليس عن شراء حاجيات العيد، بل ما أحجم عنه هو الارتماء في أحضانتاجر يتحيّن الفرص.
والإيجابي في الموضوع أن المستهلك بات خلالالعامين الأخيرين يتسوق ملابس العيد قبل بدء مفاعيل «الحمى » أي قبل العيدبأسبوعين أو أكثر، فيكسب المساحة التقليدية للمناورة بالسعر، ويهرب منازدحام درجت عليه العادة، خصوصاً بعد أن اكتشف أن مزاعم الجديد والموضةليست إلّا ادعاءات غير صحيحة فغالباً مايكون العيد فرصة لتصريف مخازينقديمة وبضاعة كاسدة.
الحصيلة أن ركود أسواق العيد، يُبقي الأسعارمستقرة بسبب انخفاض الطلب على السلع من دون الحاجة لدوريات حمايةالمستهلك، التي بات وجودها وعدمه سيّان.
من هنا تجرأنا على الحديث عننفحة إيجابية، فيما يراه الجميع سلبياًَ ويتحدث عنه على هذا الأساس، وإنكانت فعلاً مصائب قومٍ عند قوم فوائد، فنقمة التاجر في سوقنا نعمةللمستهلك، نقولها بعيداً عن اعتبارات الاقتصاد الكلي، وعن احتمالات تهمالشّماتة التي قد نُرمى بها من هواة الأحكام السطحية، لكن الوقائع تبقىوقائع والكلام المجاني يبقى بلا ثمن
الجمعة يناير 22, 2016 7:18 pm من طرف einstein2
» الدفن عند البوذيين
الأحد يناير 10, 2016 4:43 pm من طرف einstein2
» دائرة دون مسلخ
السبت يناير 09, 2016 8:35 pm من طرف einstein2
» هل تعرفون كيف مات الشيخ محمد الغزالي ؟
الجمعة ديسمبر 11, 2015 7:16 pm من طرف einstein2
» فضل سورة البقرة
الإثنين ديسمبر 07, 2015 5:40 pm من طرف einstein2
» الجزائر 7 - 0 تنزانيا
الخميس ديسمبر 03, 2015 5:21 pm من طرف einstein2
» راس الوادي ماضيا وحاضرا
الثلاثاء ديسمبر 01, 2015 3:14 pm من طرف einstein2
» اين رواد الموقع
الأحد نوفمبر 29, 2015 8:31 pm من طرف einstein2
» internet download manager
الخميس نوفمبر 26, 2015 4:39 pm من طرف einstein2