كيفيات الحج والعمرة ركعتا الطواف | |
إذا فرغت من أشواط الطواف السبعة، فتوجه إلى المكان المعروف بـ''مقام إبراهيم''، وصلِّ فيه منفردًا ركعتين خفيفتين؛ ناويا بهما سنة الطواف، أو صلهما في أي مكان في المسجد إن لم تجد متسعا في مقام إبراهيم، وادع الله بما تشاء، وما يفتح به عليك. الدعاء عند الملتزم ثم توجه إلى الملتزم، وهو المكان الذي بين باب الكعبة والحجر الأسود، وإذا استطعت الوصول إليه، فضع صدرك عليه، مادّا ذراعيك عليه، متعلقا بأستار الكعبة، واسأل الله من فضله لنفسك ولغيرك، فإن الدعاء هنا مرجو الإجابة -إن شاء الله-، وادع بما تشاء وبأي دعاء. اشرب من ماء زمزم ثم توجه إلى مياه زمزم، واشرب منها ما استطعت، فإن ماءها لما شُرب له. كما في الحديث الشريف السعي بين الصفا والمروة للعمرة ثم ارجع بعد شربك من ماء زمزم، أو بعد وقوفك بالملتزم، واسعَ بين الصفا والمروة، بادئا بما بدأ الله تعالى به في قوله: ''إِنَّ الصّفا والمروة مِن شعائر اللهِ'' (البقرة: )158 ومتى صعدت على الصفا فهلِّلْ وكبِّر، واستقبل الكعبة المشرفة، وصلِّ على النبي المصطفى. وادعُ لنفسك ولمن تحب، ولنا معك، بما يشرح الله به صدرك، ثم ابدأ أشواط السعي سيرًا عاديًا من الصفا إلى المروة، في المسار المعد لذلك، مراعيا النظام والابتعاد عن الإيذاء، وأسرع قليلاً في سيرك بين الميلين الأخضرين (في السعي علامة تدل عليهما). وهذا الإسراع هو ما يسمى (هرولة) وهي خاصة بالرجال دون النساء، فإذا بلغت المروة، فقف قليلاً مكبرًا مهللاً مصليًا على النبي (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) جاعلا الكعبة تجاه وجهك، داعيًا الله بما تشاء من خيريْ الدنيا والآخرة لك ولغيرك، وبهذا تكون قد أنهيت الشوط الأول، والعودةُ إلى الصفا شوطٌ ثانٍ.. وهكذا في بقية الأشواط. وتابع الأشواط السبعة على هذا المنوال مع الخشوع والإخلاص والذكر والاستغفار، وردِّد ما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ''رب اغفر وارحم، واعفُ عما تعلم، إنك أنت الله الأعز الأكرم. رب اغفر وارحم واهدني السبيل الأقوم''. وبانتهائك من أشواط السعي السبعة، تكون قد أتممت العمرة، التي نويتها حين الإحرام. التحلل من العمرة وبعدها احلق رأسك بالموسى، أو قصّ شعرك كله أو بعضه، والحلق أفضل للرجال، وحرام على النساء، وبهذا الحلق أو التقصير للشعر يتحلل المحرم من إحرام العمرة؛ رجلاً كان أو امرأة، ويحل له ما كان محظورًا عليه، فيلبس ما شاء، ويتمتع بكل الحلال الطيب إلى أن يحين وقت الإحرام بالحج. هدي التمتع ومتى تمتعت على هذا الوجه بالتحلل من إحرام العمرة قبل الإحرام بالحج؛ فقد وجب عليك ذبح هدي امتثالا لقول الله تعالى: ''فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا استيسر مِنَ الهدي فَمَن لّم يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لّم يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ'' (البقرة: 196). وهذا الهدي يجوز ذبحه بمكة عقب الانتهاء من التحلل من العمرة، كما يجوز ذبحه بمنى في يوم العيد، أو في أيام التشريق التالية له، أو في مكة بعد عودتك من منى، ولك أن تأكل منه. طواف الحج أما من أحرم بالحج فقط، أو كان محرما قارنًا بين الحج والعمرة؛ فإن عليه، حين وصوله إلى مكة محرما، وبعد أن يضع متاعه ويطمئن على مكان إقامته، أن يطوف بالكعبة طواف القدوم سبعة أشواط. السعي بين الصفا والمروة للحج وله أن يسعى بين الصفا والمروة، حسبما تقدم، وله تأجيل السعي إلى ما بعد طواف الإفاضة، ولا يتحلل من إحرامه، بل يظل محرما حتى يؤدي مناسك الحج والعمرة، ويقف على عرفات، ثم يبدأ التحلل الأول برمي جمرة العقبة، يوم النحر، ثم التحلل الأخير بطواف الإفاضة. إعادة الإحرام للحج من مكة إذا كنت متمتعًا؛ ففي اليوم الثامن من شهر ذي الحجة -ويسمى يوم التروية- تهيأ للإحرام بالحج على نحو ما سبق بيانه في الإحرام حين بدء الرحلة، والبس ملابس الإحرام الموصوفة على الطهارة -غسلاً أو وضوءًا- ثم صلِّ ركعتين بالمسجد الحرام إن استطعت، وانوِ الحج وقل إن شئت: ''اللهم إني أردت الحج فيسره لي وتقبله مني''. ثم قل: ''لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك''. ومتى قلت ذلك بعد تلك النية، صرت محرما بالحج، ورددها كلما استطعت في سيرك ووقوفك وجلوسك، وارفع بها صوتك دون إيذاء لغيرك.. والمرأة تلبي في سرها.. وداوم عليها وأنت في الطريق إلى منى، وإلى عرفات، وفي عرفات، وحين الإفاضة من عرفة إلى المزدلفة. وفي هذه الأخيرة، وعند وصولك إلى منى يوم النحر، ولا تقطعها حتى تبدأ في رمي مرة العقبة. الحج عرفة ثم استعد للوقوف بعرفة يوم التاسع من ذي الحجة؛ لأن هذا الوقوف هو الركن الأعظم للحج، كما جاء في الحديث الشريف ''الحج عرفة فمن فاته الوقوف فقد فاته الحج''. ويتحقق هذا الوقوف بوجود الحاج وحضوره أي لحظة ولو مقدار سجدتين، واقفًا أو جالسًا أو ماشيًا أو راكبًا في أي وقت من بعد ظهر يوم التاسع إلى فجر يوم العاشر، والأفضل الجمع بين جزء من النهار في آخره وأول جزء من ليلة العاشر منه؛ أي قبيل غروب شمس يوم التاسع إلى ما بعد الغروب بقليل، ويحسن أن تكون على طهارة، وأفضل الدعاء على عرفة ما جاء في الحديث الشريف: ''أفضل الدعاء يوم عرفة وأفضل ما قلت أنا والنبيّون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير''. واخشع وتذلل لربك، نادمًا على ذنبك وخطاياك، راجيًا عفوه، طامعا في رحمته ورضوانه، متمثلا يوم الحشر الأكبر، فإن عرفة صورة منه؛ فقد حشر فيه الخلق من كل جوانب الأرض حجاجًا. كل شيء عن لبيك اللهم لبيك التلبية هي قول: لبيك اللهم لبيك، كما أن التهليل هو قول: لا إله إلا الله والتسبيح قول سبحان الله. وهي تكون في الحج والعمرة عند الإحرام، فقد روى أحمد وابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ''يا آلَ مُحمد، من حَجَّ منكم فليهلّ في حجه ـ أو في حِجته'' ومعنى: يهل، يرفع صوته بالتلبية. فهي مشروعة بإجماع العلماء. وقت التلبية ويبدأ وقتها بالإحرام وينتهي برمي جمْرَة العقبة، فقد روى الجماعة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يلبِّي حتى بلغ الجمرة، وهذا رأي جمهور العلماء، ومالك يقول: تستمر حتى تزول الشمس من يوم عرفة ثم يقطعها الحاج وقال أحمد: لا تنتهي حتى يرمي الجمرات كلها. أما المعتمر فتنتهي تلبيته حَتَّى يستلم الحَجر الأسود، كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم ورواه الترمذي بسند حسن صحيح عن طريق ابن عباس. وتستحب التلبية في مواطن كثيرة، عند الركوب والنزول، وكلما علا مكانًا عاليًا، أو نزل واديًا أو لقي رَكْبًا، ودُبُر الصلوات وبالأسحار، وفي كل حال كما قال الشافعي. صيغتها أما صيغتها فقد روى مالك عن نافع عن ابن عمر أن تلبية النبي صلى الله عليه وسلم كانت ''لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.'' والاقتصار على ما كانت عليه تلبية الرسول مستحب. فضل التلبية وقد ورد في فضل التلبية التي تعني: إجابة بعد إجابة، أي الطاعة على الدوام مأخوذة من: لب بالمكان أي أقام به ـ حديث رواه ابن ماجه ''ما من مُحْرِم يُضحي يومه ـ أي يظل يومه ـ يلبي حتى تغيب الشمس إلا غابت ذنوبه فعاد كيوم ولدته أمه''. وحديث رواه الطبراني ''ما أَهَلَّ مهلّ قط إلا بُشِّر، ولا كبَّر مكبر قط إلا بُشِّرَ'' قيل يا نبي الله بالجنة؟ قال ''نعم'' وحديث رواه ابن ماجه والترمذي والبيهقي ''ما من مسلم يلبي إلا لبَّى مَنْ عَنْ يمينه وشماله من حجرٍ أو مدر ـ حصا ـ حتى تنقطع الأرض من ها هنا وها هنا''. |
دخول
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 34 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 34 زائر
لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 318 بتاريخ الخميس نوفمبر 21, 2024 2:36 pm
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المواضيع الأخيرة
2 مشترك
كيفيات الحج والعمرة
عبد الرحمـن- عضو مبدع
- مــشاركـــاتــــي : 246
نقاط : 5949
الجنس :
عـــمري : 31
العمل/الترفيه : ...........
تاريخ التسجيل : 13/09/2008
- مساهمة رقم 1
كيفيات الحج والعمرة
imad R E O- عضو فنان
- مــشاركـــاتــــي : 560
نقاط : 6057
الجنس :
عـــمري : 35
العمل/الترفيه : العقلية بحر و لي يقدم يتمحر
تاريخ التسجيل : 02/08/2008
- مساهمة رقم 2
رد: كيفيات الحج والعمرة
جزاك الله خيراi
الجمعة يناير 22, 2016 7:18 pm من طرف einstein2
» الدفن عند البوذيين
الأحد يناير 10, 2016 4:43 pm من طرف einstein2
» دائرة دون مسلخ
السبت يناير 09, 2016 8:35 pm من طرف einstein2
» هل تعرفون كيف مات الشيخ محمد الغزالي ؟
الجمعة ديسمبر 11, 2015 7:16 pm من طرف einstein2
» فضل سورة البقرة
الإثنين ديسمبر 07, 2015 5:40 pm من طرف einstein2
» الجزائر 7 - 0 تنزانيا
الخميس ديسمبر 03, 2015 5:21 pm من طرف einstein2
» راس الوادي ماضيا وحاضرا
الثلاثاء ديسمبر 01, 2015 3:14 pm من طرف einstein2
» اين رواد الموقع
الأحد نوفمبر 29, 2015 8:31 pm من طرف einstein2
» internet download manager
الخميس نوفمبر 26, 2015 4:39 pm من طرف einstein2