كنت
أتبعه وهو يسير بخطوات متثاقلة ينظر يمينا وشمالا وكأن هناك من يلاحقه ثم
ينظر إلى خاتم في أصبعه فيحدق فيه لوقت طويل ثم يتابع سيره وأنا أتبعه حتى
وصل ناحية الجسر المار فوق الوادي ينزع الخاتم ويرميه في الوادي العميق
وهو يصرخ تبا لك من حب تبا لها من حبيبة وأجهش بالبكاء فلم أشعر إلا
وأنا أربت على كتفه ..هون عليك يا رجل فرغم اليأس يجب أن تشبث بالأمل
فمهما ضاقت الدنيا فلا بد أن يأتي يوم الفرج...نعم نحن نتعثر فنسقط ولكن
علينا النهوض لنتابع السير من جديد ...نضرني نظرة يائس بعيون دامعة وهو
يقول: أي أمل أتشبث به بعد أن سلبتني الحياة أغلى ما أملكه بل ما كنت أعيش
من أجله بل كان هو الحياة..كان هو الهواء الذي أتنفسه ..كان هو الذي
يزيدني قوة عند الضعف ..ولكن ما بنيته منذ زمان قد صار هباء ..انهار كل ما
بنيته يا سيدي ولم يبقى لي سبب للحياة ومن لم تسعه الحياة فباطن الأرض خير
له من ظاهرها ...فقلت له: ماذا تقصد بأنك فقدت أغلى شيء ...فقال: إنه
الحب..أرأيت الخاتم الذي رميته قبل قليل إنه خاتم حبيبتي أهدتني إياه في
بداية مشوار حبنا وأهديتها خاتما ..نعم لقد كنت أعيش من أجلها حتى أصبح
قلبي لا يستطيع فراقها ولكن أتعلم ما حدث يا سيدي ؟ لقد باعت الحب بالمال
..كانت كل كلماتها خداع ...أتعلم ماذا قالت عندما اشتد النقاش بيننا بعد
أن رمت الخاتم في وجهي لن أعيش كل حياتي خادمة ...دعني أعيش حياتي
..فجمالي لا يكافئه إلا المال الكثير وأنت لا تملكه...كانت لحضات قاسية
وأنا أسمع هذه الكلمات التي كانت كخنجر غرس في قلبي ومن غرسه في قلبي أحب
إنسان في هذه الدنيا..فلا حيات لي بعدها...نظرت إليه نظرة مشفق وقلت له
وماذا ستفعل..فقال : سأرمي نفسي من أعلى هذا الجسر فأنهي به عذابي وعذاب
قلبي...فأمسكته من كتفه وحدقت في وجهه وقلت له...من أجل الحب تقتل نفسك
..هل جن عقلك يا ولد؟ ..أنتم شباب هذا العصر ناقصي عقول إلا ما رحم
ربي...من أول عثرة تسقط فيها لا تستطيع النهوض ..هذه هي الدنيا الضربة
التي لا تقصم ظهرك تزيدك قوة ...لذا يجب أن تبدأ من جديد ..وما هذا الحب
الذي حكيت عنه إلا مرحلة من طيش الشباب ..فا لحب هو يوم تكون لك عائلة
فذلك هو الحب الحقيقي...أما اليوم فلم يبقى هنالك حب فأغلب الناس تعيش من
أجل مصالحها فهون عليك وانزع هذه الفكرة من رأسك ولا تظلم نفسك وتزهقها من
أجل شيء تافه فتخسر خسرانا مبينا فنهاية الحب ليست نهاية الدنيا ..فإن
فقدت اليوم حبيبا فستجد غدا أحبابا كثيرين فا لحياة حياة واحدة ويجب أن
نعيشها بحلوها ومرها ..بسعادتها وشقائها ..وأن لا نفكر في الانتحار في أول
مشكل يعترض حياتنا
لقد
كنت أكلم ذلك الفتى بحزم وقسوة حتى أعيده لجادة صوابه ..نعم لقد كنت قاسيا
معه ولكن هذا من أجل مصلحته فنحن نشرب الدواء رغم مرارته ولكنه نافع ولولا
هذا الدواء المر لما كان الشفاء
تابعت
سيري مع ذلك الفتى المسكين حتى وصلنا نهاية الجسر حيث كنا سنفترق هناك
...مسح دموعه وهو يشكرني فقد كان يفكر في أن ينهي حياته من أعلى الجسر
ولكن شاءت الأقدار أن أكون في ذلك المكان ..فمازلت أراقبه حتى غاب في
نهاية الشارع الطويل.
بقيت
أتعجب لحال شباب اليوم ينتحر من أجل شيء اسمه الحب ...ولكن هل الانتحار هو
الحل ؟..وهل يستحق الحب أن نضحي من أجله بأرواحنا ؟ نعم أن تضحي بطريقة
أخرى ولكن بأن يزهق الشاب روحه من أجل حب فهذا هو الإشكال...لقد كان الحب
في وقت قريب رمزا للقوة والصمود كما كان رمزا للشرف والعفاف أما اليوم
فصار الحب مضيعة للوقت يستعمله شبابنا سببا للانتحار بحجة خيانة الحبيب
فتجدونهم يسقطون في أول امتحان...فعجبا لشباب يستبدل الحياة بالحب
أتبعه وهو يسير بخطوات متثاقلة ينظر يمينا وشمالا وكأن هناك من يلاحقه ثم
ينظر إلى خاتم في أصبعه فيحدق فيه لوقت طويل ثم يتابع سيره وأنا أتبعه حتى
وصل ناحية الجسر المار فوق الوادي ينزع الخاتم ويرميه في الوادي العميق
وهو يصرخ تبا لك من حب تبا لها من حبيبة وأجهش بالبكاء فلم أشعر إلا
وأنا أربت على كتفه ..هون عليك يا رجل فرغم اليأس يجب أن تشبث بالأمل
فمهما ضاقت الدنيا فلا بد أن يأتي يوم الفرج...نعم نحن نتعثر فنسقط ولكن
علينا النهوض لنتابع السير من جديد ...نضرني نظرة يائس بعيون دامعة وهو
يقول: أي أمل أتشبث به بعد أن سلبتني الحياة أغلى ما أملكه بل ما كنت أعيش
من أجله بل كان هو الحياة..كان هو الهواء الذي أتنفسه ..كان هو الذي
يزيدني قوة عند الضعف ..ولكن ما بنيته منذ زمان قد صار هباء ..انهار كل ما
بنيته يا سيدي ولم يبقى لي سبب للحياة ومن لم تسعه الحياة فباطن الأرض خير
له من ظاهرها ...فقلت له: ماذا تقصد بأنك فقدت أغلى شيء ...فقال: إنه
الحب..أرأيت الخاتم الذي رميته قبل قليل إنه خاتم حبيبتي أهدتني إياه في
بداية مشوار حبنا وأهديتها خاتما ..نعم لقد كنت أعيش من أجلها حتى أصبح
قلبي لا يستطيع فراقها ولكن أتعلم ما حدث يا سيدي ؟ لقد باعت الحب بالمال
..كانت كل كلماتها خداع ...أتعلم ماذا قالت عندما اشتد النقاش بيننا بعد
أن رمت الخاتم في وجهي لن أعيش كل حياتي خادمة ...دعني أعيش حياتي
..فجمالي لا يكافئه إلا المال الكثير وأنت لا تملكه...كانت لحضات قاسية
وأنا أسمع هذه الكلمات التي كانت كخنجر غرس في قلبي ومن غرسه في قلبي أحب
إنسان في هذه الدنيا..فلا حيات لي بعدها...نظرت إليه نظرة مشفق وقلت له
وماذا ستفعل..فقال : سأرمي نفسي من أعلى هذا الجسر فأنهي به عذابي وعذاب
قلبي...فأمسكته من كتفه وحدقت في وجهه وقلت له...من أجل الحب تقتل نفسك
..هل جن عقلك يا ولد؟ ..أنتم شباب هذا العصر ناقصي عقول إلا ما رحم
ربي...من أول عثرة تسقط فيها لا تستطيع النهوض ..هذه هي الدنيا الضربة
التي لا تقصم ظهرك تزيدك قوة ...لذا يجب أن تبدأ من جديد ..وما هذا الحب
الذي حكيت عنه إلا مرحلة من طيش الشباب ..فا لحب هو يوم تكون لك عائلة
فذلك هو الحب الحقيقي...أما اليوم فلم يبقى هنالك حب فأغلب الناس تعيش من
أجل مصالحها فهون عليك وانزع هذه الفكرة من رأسك ولا تظلم نفسك وتزهقها من
أجل شيء تافه فتخسر خسرانا مبينا فنهاية الحب ليست نهاية الدنيا ..فإن
فقدت اليوم حبيبا فستجد غدا أحبابا كثيرين فا لحياة حياة واحدة ويجب أن
نعيشها بحلوها ومرها ..بسعادتها وشقائها ..وأن لا نفكر في الانتحار في أول
مشكل يعترض حياتنا
لقد
كنت أكلم ذلك الفتى بحزم وقسوة حتى أعيده لجادة صوابه ..نعم لقد كنت قاسيا
معه ولكن هذا من أجل مصلحته فنحن نشرب الدواء رغم مرارته ولكنه نافع ولولا
هذا الدواء المر لما كان الشفاء
تابعت
سيري مع ذلك الفتى المسكين حتى وصلنا نهاية الجسر حيث كنا سنفترق هناك
...مسح دموعه وهو يشكرني فقد كان يفكر في أن ينهي حياته من أعلى الجسر
ولكن شاءت الأقدار أن أكون في ذلك المكان ..فمازلت أراقبه حتى غاب في
نهاية الشارع الطويل.
بقيت
أتعجب لحال شباب اليوم ينتحر من أجل شيء اسمه الحب ...ولكن هل الانتحار هو
الحل ؟..وهل يستحق الحب أن نضحي من أجله بأرواحنا ؟ نعم أن تضحي بطريقة
أخرى ولكن بأن يزهق الشاب روحه من أجل حب فهذا هو الإشكال...لقد كان الحب
في وقت قريب رمزا للقوة والصمود كما كان رمزا للشرف والعفاف أما اليوم
فصار الحب مضيعة للوقت يستعمله شبابنا سببا للانتحار بحجة خيانة الحبيب
فتجدونهم يسقطون في أول امتحان...فعجبا لشباب يستبدل الحياة بالحب
الجمعة يناير 22, 2016 7:18 pm من طرف einstein2
» الدفن عند البوذيين
الأحد يناير 10, 2016 4:43 pm من طرف einstein2
» دائرة دون مسلخ
السبت يناير 09, 2016 8:35 pm من طرف einstein2
» هل تعرفون كيف مات الشيخ محمد الغزالي ؟
الجمعة ديسمبر 11, 2015 7:16 pm من طرف einstein2
» فضل سورة البقرة
الإثنين ديسمبر 07, 2015 5:40 pm من طرف einstein2
» الجزائر 7 - 0 تنزانيا
الخميس ديسمبر 03, 2015 5:21 pm من طرف einstein2
» راس الوادي ماضيا وحاضرا
الثلاثاء ديسمبر 01, 2015 3:14 pm من طرف einstein2
» اين رواد الموقع
الأحد نوفمبر 29, 2015 8:31 pm من طرف einstein2
» internet download manager
الخميس نوفمبر 26, 2015 4:39 pm من طرف einstein2