السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال شيخ الأسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ورضي عنه بمنه وكرمه :
أعلم أرشدك الله لطاعته وأحاطك بحياطته وتولاك في الدنيا والآخرة :
أن مقصود الصلاة وروحها ولبها هو أقبال القلب على الله تعالى فيها فإذا صليت بلا قلب فهي كالجسد الذي لاروح فيه .
ويدل على هذا قوله تعالى { فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون }
ويدل على ذلك الحديث الذي فيي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { تلك صلاة المنافق تلك صلاة المنافق يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني شيطان قام فنقر أربعآ لايذكر الله فيه إلا قليلآ }
فوصفة بإضاعة الوقت بقوله {يرقب الشمس } وبإضاعة الأركان بذكره النقر وبإضاعة حضور القلب بقوله {لايذكر الله فيها الا قليلآ }
إذا فهمت ذلك فافهم نوعآ واحدآ من الصلاة وهو قراءة الفاتحة لعل الله أن يجعل صلاتك في الصلوات المقبولة المضاعفة المكفرة للذنوب .
ومن أحسن مايفتح لك الباب في فهم الفاتحة حديث أبي هريرة الذي في صحيح مسلم قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله تعالى : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله تعالى : حمدني عبدي ، وإذا قال : الرحمن الرحيم ، قال الله تعالى : أثنى علي عبدي ، وإذا قال : مالك يوم الدين ، قال : مجدني عبدي ، وقال مرة : فوض إلي عبدي ، فإذا قال : إياك نعبد وإياك نستعين ، قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين ، قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) وفي رواية : ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فنصفها لي ونصفها لعبدي ) .
فإذا تأمل العبد هذا وعلم أنها نصفان نصف لله وهو أولها إلى قوله {إياك نعبد } ونصف للعبد دعاء يدعوا به لنفسه وتأمل أن الذي علمه هو الله تعالى وأمره أن يدعوا به ويكرر في كل ركعة وأنه سبحانه من فضله وكرمه ضمن أجابة الدعاء إذا دعاه بإخلاص وحضور قلب تبين له ماأضاع أكثر الناس .
قد هيئــوك لأمر لو فطنت له .........فاربأ بنفســك أن ترعى مع الهمل
وها أنا أذكر لك بعض معاني هذه السورة العظيمة لعلك تصلي بحضور قلب ويعلم قلبك مانطق به لسانك لأن مانطق به اللسان ولم يعقد عليه القلب ليس بعمل صالح كما قال تعالى { يقولون بألسنتهم ماليس في قلوبهم }
وأبدأ بمعنى الأستعاذة ثم البسلمة على طريق الأختصار والأيجاز :
أعــوذ بـاللـه مـن الشـيطان الرجـيم
أعوذ : ألوذ بالله وأعتصم بالله وأستجير بجنابه من شر هذا العدو أن يضرني في ديني أو دنياي أة يصدني عن فعل ماأمرت به أو يحثني على فعل مانهيت عنه .
لأنه أحرص مايكون على العبد إذا أراد عمل الخير من صلاة أو قراءة أو غير ذلك وذلك أنه لاحيلة لك في دفعه إلا بالاستعاذة بالله لقوله تعالى { إنه يراكم هو وقبيله من حيث لاترونهم } فإذا طلبت من الله أن يعيذك منه وأعتصمت بالله كان هذا سببآ في حضور القلب فأعرف معنى هذه الكلمة ولاتقلها بلسانك فقط كما عليه الأكثرية من الناس
وقال الشيخ عبد الحرمن بن حسن رحمه الله تعالى في تعريف الأستعاذة :
أعوذ أي استجير بالله من الشيطان أن يضرني في ديني أو دنياي أو يصدني عن فعل ماأمرت به أو يحثني على فعل مانهيت عنه والأستعاذة هي الألتجاء الى الله والألتصاق بجنابه من شر كل ذي شر
والعياذ يكون لدفع الشر
واللياذ لطلب الخير .
الشيطان : في لغة العرب مشتق من شطن إذا بعد فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر وبعيد بفسقه عن كل خير
الرجيم فعيل بمعني مفعول آي : بعد عن الخير كله .
البسملة
بــســم الـله الرحمـن الرحـيم
البسلمة : فمعناها أدخل في هذا الأمر من قراءة أو دعاء أو غيره {بسم الله } لابحولي ولابقوتي بل أفعل هذا الأمر مستعينآ بالله متبركآ بأسمه تبارك وتعالى هذا في كل أمر تسمي في أوله من أمر الدين أو أمر الدنيا فإذا حضرت في نفسك أن دخولك في القراءة بالله تعالى مستعينآ به متبرئآ من الحول والقوة كان هذا أكبر الأسباب في حضور القلب وطرد الموانع من كل خير .
الرحمن الرحيم : أسمان مشتقان من الرحمة أحدهما أبلغ من الآخر مثل العلام العليم وهو رحمان الدنيا ورحيم الآخيرة .
وقال الشيخ عبدالرحمن :
البسلمة المشروع ذكر اسم الله تبركآ وتيمنآ وأستعانه على الاتمام والتقبل
الله : علم على الرب تبارك وتعالى ويقاله انه الأسم الأعظم لأنه يوصف بجميع الصفات
قال الكسائي والفراء أصله الإله حذفوا الهمزة وادغموا اللام في اللام فصارتا لام واحدة مشددة مفخمة وهذا هو الذي ذكره ألأبو جعفر ابن جرير في تفسيره وهو قول ابن سيبويه وأكثر أصحابه
وذكر ابن جرير قول ابن عباس في معنى هذا الآسم فقال
الله: ذو الإلوهيه والعبودية على خلقه أجمعين .
قاله ابن عباس وقرأ { ويذكرك وإلاهتك } يعني وعبادتك لانه فرعون كان يعبد ولا يعبد .
الرحمن الرحيم : قال ابن القيم الرحمن دال على الصفة القائمة به ((أي هو الرحمن )) والرحيم الصفة الداله على تعلقها بالمرحوم فإذا أردت فهم هذا فقرأ { وكان بالمؤمنين رحيمآ } { إنه بهم رؤوف رحيم } ولم يجيء بهم رحمان فالرحمان أسمه ووصفه فمن حيث هو صفة جرى تابعآ لاسم الله ومن حيث اسم ورد في القرآن غير تابع بل ورد الأسم العلم { الرحمن على العرش استوى }
الجمعة يناير 22, 2016 7:18 pm من طرف einstein2
» الدفن عند البوذيين
الأحد يناير 10, 2016 4:43 pm من طرف einstein2
» دائرة دون مسلخ
السبت يناير 09, 2016 8:35 pm من طرف einstein2
» هل تعرفون كيف مات الشيخ محمد الغزالي ؟
الجمعة ديسمبر 11, 2015 7:16 pm من طرف einstein2
» فضل سورة البقرة
الإثنين ديسمبر 07, 2015 5:40 pm من طرف einstein2
» الجزائر 7 - 0 تنزانيا
الخميس ديسمبر 03, 2015 5:21 pm من طرف einstein2
» راس الوادي ماضيا وحاضرا
الثلاثاء ديسمبر 01, 2015 3:14 pm من طرف einstein2
» اين رواد الموقع
الأحد نوفمبر 29, 2015 8:31 pm من طرف einstein2
» internet download manager
الخميس نوفمبر 26, 2015 4:39 pm من طرف einstein2